فى احدى الأمسيات الهادئة جلست فى شرفة منزلى أشرب الشاى الدافئ وفى يدى ألبوم الصور الخاص بزملاء المدرسة وأخذت أقلبه ببطء وبينما كنت أقلب وقع بصرى على صورتها00صورة "عبير"وعندما تدفقت الى ذهنى زكريات شتى كنت أنا و"عبير" أصدقاء منذ الصغر كنا كالأختين تماما نذهب الى المدرسة معا ونذاكر معا وتحكى كل منا أسرارها للأخرى كانت "عبير" صورة للفتاة الاجتماعية المثالية حيث أنها كانت تضفى جوا من المرح الصافى بين أصدقائنا حتى أصبحت مشهودة فى الوسط الجامعى كفتاة اجتماعية تضحك وتبتسم للجميع حتى كان هذا اليوم وبينما كنا نجلس معا فى حجرتها كانت تصفف شعرها أمام المرآة وتأملت ملامحها الجميلة فهى بوجهها المستدير وعينها العسليتين اللتين تظلهما رموش سوداء طويلة تضفى عليها بهاء وجاذبية وشعرها الأسود الطويل ينسدل على كتفيها فى نعومة كالملال الدقيق فألقيت عليها نكتة فضحكت لها طويلا ثم صمتت فجأة وتحولت ملامحها من السعادة الى الحزن الذى كسا وجهها الدقيق فسألتها
ما بك؟فردت فى حزن00 ألا ترين شكلى وأنا أضحك اننى كالحمقاء تماما فتعجبت من قولها وقلت " ولكنى لا أرى أى عيب فى ضحكتك لاتحملى الموضوع أكثر من حقه ولكنها لم تستمع لى وظلت فى حزنها وبعد فترة من الصمت قالت لى " لقد وجدت الحل "وفى اليوم التالى لم تحضر "عبير" لى اليوم الذى يليه حتى قلقت عليها وذهبت الى منزلها وطرقت باب حجرتها لم يرد أحد فتجرأت وفتحت الباب فأصابتنى الدهشة مما رأيت لقد كانت "عبير" راقدة على سريرها وعلى فمها شريط لاصق شفاف وبجوارها رسالة تقول "لقد لاحظت أن ضحكتى تسئ الى مظرى فقررت قرارا حاسما فوضعت شريطا لاصقا على فمى لأمنع نفسى من الضحك بل والكلام0
قالت أيضا فى رسالتها:
أناشدكم ألا يدفعنى أحد الى الكلام أو الابتسام أو الضحك "عبير"
وهنا فقط اتضح لى أنها قد أصابها الجنون من أجل ضحكها المتبادل من غير سبب وكانت هذه هى نهايتها00